ماذا تعرف عن القهوة
أصل القهوة يعود إلى القرن التاسع الميلادي في إثيوبيا، وتحديدًا في منطقة كافا، التي يُعتقد أنها المكان الأول الذي نبتت فيه شجرة البن. وفقًا للأسطورة، يُقال إن راعيًا إثيوبيًا يُدعى “خالد” أو “كالدي” لاحظ تأثيرًا منشطًا على ماعزه عندما كانت تأكل حبوبًا من شجرة معينة. بعدما أكل منها بنفسه، شعر بالنشاط والحيوية، مما دفعه إلى إحضار الحبوب إلى رهبان محليين. استخدم الرهبان هذه الحبوب لصنع مشروب يساعدهم على البقاء مستيقظين أثناء الصلوات الليلية الطويلة.
من إثيوبيا، انتقلت القهوة إلى اليمن عبر التجار العرب، وهناك أصبحت تُزرع وتُستهلك بانتظام في الأديرة الصوفية. في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، انتشرت القهوة في بقية أجزاء العالم الإسلامي، ولا سيما في مكة والمدينة ثم في الإمبراطورية العثمانية ومصر. ظهرت المقاهي أو “قهوات” في الشرق الأوسط كمراكز اجتماعية وثقافية.
في القرن السابع عشر، وصلت القهوة إلى أوروبا، حيث أصبحت مشروبًا شهيرًا في مختلف المدن الأوروبية، مثل فيينا ولندن. بدأت زراعة القهوة في مناطق أخرى من العالم، مثل الهند وأمريكا اللاتينية، مما ساهم في انتشار هذا المشروب على مستوى عالمي.
شجرة القهوة
هي النبات الذي تُنتج منه حبوب البن، وهي تنتمي إلى جنس Coffea من العائلة الفوية (Rubiaceae). تنمو شجرة القهوة بشكل طبيعي في المناطق الاستوائية، وتُزرع بشكل رئيسي في بلدان ذات مناخات دافئة مثل إثيوبيا، البرازيل، واليمن.
هناك نوعان رئيسيان من شجرة القهوة التي تُستخدم لإنتاج البن:
- أرابيكا (Coffea Arabica):
- يُعتبر هذا النوع الأكثر شهرة وجودة في العالم.
- يتميز بنكهة غنية ومعقدة، وهو يحتوي على نسبة أقل من الكافيين مقارنة بالأنواع الأخرى.
- يُزرع في المناطق المرتفعة بين 600 و2000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويحتاج إلى مناخ معتدل.
- روبوستا (Coffea Canephora):
- يتميز بمقاومته للأمراض وقابليته للنمو في ظروف مناخية قاسية، ويحتوي على نسبة أعلى من الكافيين.
- طعمه أقل تعقيدًا وأشد مرارة من الأرابيكا، وغالبًا ما يُستخدم في صناعة القهوة الفورية أو في خلطات القهوة لمنحها قوة إضافية.
البن
هو الحبوب التي تُستخرج من ثمار شجرة القهوة. بعد الحصاد، تُعالج هذه الحبوب بطرق مختلفة للحصول على الحبوب الخضراء التي يتم تحميصها لاحقًا لصنع مشروب القهوة. تنمو حبوب البن داخل ثمار شجرة القهوة، وهي أشبه بالكرز، وتُسمى الثمرة أحيانًا “كرزة البن”. تحتوي كل ثمرة عادة على حبتين من البن، وتكون مغطاة بطبقات من الجلد واللب.
عملية إنتاج القهوة تبدأ بحصاد هذه الثمار، ومن ثم تُجفف الحبوب وتُحمص بدرجات متفاوتة لتمنحها النكهة والرائحة المميزة التي نعرفه.
ما الفرق بين شجرة القهوة و البن والقهوة
شجرة القهوة:
هي النبات الذي ينمو في المناطق الاستوائية وينتج ثمارًا تُعرف بثمار القهوة أو كرز القهوة. هذه الشجرة تنتمي إلى جنس Coffea ولها أنواع مختلفة مثل الأرابيكا والروبوستا. الشجرة تكون دائمة الخضرة وتنمو في أماكن تتراوح بين 600 إلى 2000 متر فوق مستوى سطح البحر كما مبين في الصورة التالية:
البن
هو الحبوب التي توجد داخل ثمار شجرة القهوة. يُستخرج البن من ثمار شجرة القهوة بعد الحصاد، وتُمرر هذه الحبوب بعدة مراحل من المعالجة مثل التجفيف والتحميص لتصبح جاهزة لتحضير مشروب القهوة. إذن، البن هو المادة الخام التي تصنع منها القهوة. يُطلق على الحبوب قبل التحميص “البن الأخضر” كما مبين في الصورة التالية:
القهوة
هي المشروب الناتج عن طحن وتحميص حبوب البن. يتم تحضير القهوة بغلي أو تخمير حبوب البن المحمصة والمطحونة، وهي معروفة عالميًا بمذاقها المميز وتأثيرها المنبه. القهوة هي المنتج النهائي الذي يستهلكه الناس، بينما البن هو المادة الأولية المستخدمة لإعدادها كما مبين في الصورة التالية:
وباختصار:
شجرة القهوة هي النبات الذي ينتج الثمار.
أما البن هو الحبوب المستخرجة من الثمار.
والقهوة هي المشروب المصنوع من البن المحمص أو المطحون.
رائحة القهوة
تعتبر من أكثر الروائح تميزًا وجاذبية في العالم. تنتج هذه الرائحة الغنية والمعقدة أثناء عملية تحميص حبوب البن. تحتوي حبوب البن على مئات المركبات الكيميائية الطيّارة التي تتفاعل أثناء التحميص لتنتج مجموعة متنوعة من الروائح.
تُوصف رائحة القهوة عادة بأنها دافئة، ترابية، وجذابة، وتحتوي على نغمات متعددة، منها:
- نغمات الشوكولاتة: تترافق مع الروائح الحلوة والغنية.
- النغمات الجوزية: مثل رائحة البندق أو اللوز.
- النغمات الزهرية أو الفاكهية: التي تظهر في بعض أنواع القهوة ذات الجودة العالية، مثل الأرابيكا.
- رائحة الكراميل أو السكر المحترق: الناتجة عن عملية التحميص التي تؤدي إلى تحويل السكريات في الحبوب.
رائحة القهوة ليست فقط ممتعة، بل تلعب أيضًا دورًا كبيرًا في تجربة تذوق القهوة، حيث تساهم في تعزيز النكهة وزيادة المتعة الحسية.
لون القهوة
لون القهوة يختلف بناءً على طريقة التحضير ونوع القهوة المستخدمة، ولكن بشكل عام، القهوة المحضرة تكون ذات ألوان تتراوح من البني الداكن إلى الأسود. يمكن توضيح لون القهوة كالتالي:
القهوة السوداء: عند تحضير القهوة بدون إضافة أي مكونات أخرى مثل الحليب أو الكريمة، يكون لونها عادةً بنيًا داكنًا جدًا يميل إلى الأسود، وهذا يعتمد على كثافة وتركيز القهوة.
القهوة بالحليب: عندما يُضاف الحليب أو الكريمة إلى القهوة، يتحول لونها إلى بني فاتح أو بيج. كلما زادت كمية الحليب، أصبح اللون أفتح.
أنواع مختلفة من القهوة:
الإسبريسو: لون بني غامق مع طبقة خفيفة من الكريمة (الرغوة) الذهبية على السطح.
القهوة التركية: لون بني داكن كثيف نظرًا لطحن البن الناعم والتركيز العالي.
الكابتشينو أو اللاتيه: لونها بني فاتح مع رغوة الحليب البيضاء على السطح.
تحميص البن يؤثر أيضًا على اللون، فالحبوب المحمصة بدرجة خفيفة تكون بنية فاتحة، بينما الحبوب المحمصة بدرجات داكنة تعطي لونًا بنيًا أقرب للأسود.