كالسكين في قلب حمص و طعنة في صدر دمشق، كرغيف خبز على أبواب مضايا، وبرميل قهر على قلعة حلب، كرائحة الكيماوي في رئتي غوطتنا وحفنة مواجع على سهول حوران، كظُلمٍ يصبُّ على ضفاف العاصي، وظلامٍ مُخيّمٍ على ضفاف الفرات … وحيداً ك إدلب مخذولاً كحماة عاجزاً ك حالنا……
هكذا قرأتُ خبر رحيلك ..
وطني، تضحيات وعطاء مستمر، شباب متألق دفعه من ساحات العلم والإبداع الرياضي والأدبي والفني توقه للحرية ودفاعه عن المقهورين، وسعيه لمستقبل واعد لكل السوريين، الشاب عبد الباسط الساروت، سيبقى حياً، اختار وعقد العزم، واستشهد على أمل ان يتحقق حلم السوريين، رحمه الله وتقبله شهيداً
روح يا ساروت.. روح مبسوط.. روح مرتاح، روح بطل.. طريق روحك مفروشة بدموع وبحب السوريين يلي عشقو سوريا العظيمة… وحتى بدموع يلي خافو من كلمة حرية… صدقني كانو يسمعو أغانيك وقلبهم يهتف بخوف من جوا معك.. كلمة الحق
أكتب حروفي وأرفض تصديقها!
الخبر يقول أن بلبل الثورة وحارسها الأول “عبد الباسط الساروت” لحق بإخوته الشهداء واستشهد قبل قليل متأثراً بإصابته خلال معارك التحرير بريف حماة الشمالي ..
لا كلام ولا مفردات تعطي البطل حقه ..
لطالما تمنى الشهادة على أرض سورية.. رحمك الله يا أخي.
عبد الباسط الساروت شهيداً
حارس الحرية وأيقونة حمص ومنشد الساحات والصوت الذي لا ينسى في ذاكرة الثورة السورية
شهيداً كما يليق بمن عاش مثله، هكذا يموت الثوار واقفين، وإن كانت الحياة تشبهك أكثر
إلى رحمة الله يا ساروت
يايمه بثوب جديد
زفيني جيتك شهيد يا يمه! صفيت بدار
فيها الأبرار فيها الصحابة والمختار يا يمه!
أخر ما غنى عبد الباسط ساروت قبل موته
سوريا ظلي واقفة رغم الجروح النازفة
لا بد يلفي العيد
أغنية جديدة لحارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت
سوريا جانا رمضان بعد رمضان العيد تاسع سنة يا غالية بينا المرار يزيد
يا شام انتي شامنا بيكِ بنينا احلامنا الكل ظلمه شامنا يا موت يا تشريد ما ضيف يوم وزارنا إلا شبع بديارنا
والزمن يومن جارنا ضاق البحر والبيد ندري طواغيت العرب ناموسهم شهوة وطرب نسيوا إذا الشعب انغلب ما عاد سيف يفيد
جِتنا الجزاير ثايرة بيها الحراير سايرة الخرطوم صاحت حاضرة ونقوم إيد بإيد
وبعون ربك يا مصر تردين طاغوت العصر من غيرك حزام الظهر ودها المغول تبيد
ثورتنا هذي كاشفة سوريا ظلي واقفة رغم الجروح النازفة لا بد يلفي العيد
هيهات آشوفك بعد هيهات خلصت ليالينا حرامات
يا للآسف ماودعتني وبلا سبب رحت وعفتني
كنا نعيش آيام حلوات كنا نعيش آيام حلوات
هيهات ترجع هديك إﻷيام كل السوالف صارت آحلام
مثل الغريب انا بلاك
مرت علي ليالي مانام مرت ليالي علي مانام
هيهات نتلاقا انا وياك تفارقنا بس ما آقدر آنساك
بيناتنا حدود ومسافات بيناتنا حدود ومسافات
ولله لو كُنت الطاغية .. لحملت نعشك على كتفي.. وذرفت من دمائك دموعي.. فبرحيلك تُعلن هزيمتي.. ولله لو كنت الطاغية.. لاقتلعت ذاكرتي.. وحضنتك حتى توحّد ذاك الوطن.. حتى تحرر هذا الوطن.. وحفرت اسمائكم على هذا الكرسي.. واعلنت انتصاري.. انتصاري على نفسي..