موضوع تعريف الإرهاب هو واحد من أكثر القضايا تعقيدًا وجدلاً في العالم اليوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقف الدول وقادتها سواء في العالم العربي أو الغربي.
مفهوم الإرهاب:
الإرهاب غالبًا ما يُعرَّف بأنه استخدام العنف أو التهديد به لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية. المشكلة هنا أن هذا التعريف يحمل طابعًا نسبيًا. فبينما يرى البعض في شخص أو جماعة إرهابية، قد ينظر آخرون إليهم كمناضلين من أجل الحرية أو الحقوق.
ازدواجية المعايير:
هل يمكن لقادة دول يمارسون سياسات قمعية أن يعرّفوا الإرهاب بشكل موضوعي؟
هذه هي المعضلة الكبرى.
- في الغرب:
- هناك دول دعمت في الماضي جماعات مسلحة لتحقيق أهدافها، مثل دعم الولايات المتحدة لمجموعات في أفغانستان خلال الحرب الباردة.
- في نفس الوقت، تدين هذه الدول الإرهاب عندما تمس أعماله مصالحها الخاصة.
- في العالم العربي:
- بعض الأنظمة تُتهم بممارسة الإرهاب ضد شعوبها من خلال القمع والاعتقالات التعسفية، ومع ذلك ترفع شعارات محاربة الإرهاب.
- هناك أنظمة استخدمت تهمة “الإرهاب” كغطاء لقمع المعارضة أو الحركات السياسية.
التظاهر ضد الإرهاب… والتناقض!
ما يحدث أحيانًا هو مشهد غريب: قادة أو حكومات قد تكون متورطة في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان يرفعون شعارات ضد الإرهاب. هذا التناقض يشوه المفهوم الحقيقي للإرهاب ويخلق فجوة ثقة بين الشعوب والحكومات.
هل هناك حل؟
- تعريف دولي موحد للإرهاب:
- يجب أن يكون التعريف شاملاً وينطبق على الجميع، سواء كانوا دولًا أو جماعات.
- إنهاء ازدواجية المعايير:
- يجب على الدول الكبرى التوقف عن دعم الجماعات المسلحة لتحقيق مكاسب سياسية، ثم استغلال المصطلح لإدانة الآخرين.
- تركيز على الأسباب الجذرية:
- معالجة الفقر، الظلم، وانعدام الفرص، وهي العوامل التي تُغذي الإرهاب.
في النهاية، تبقى الحقيقة أن تعريف الإرهاب لا يمكن أن يكون عادلًا طالما يتم استخدامه كسلاح سياسي. الشعوب بحاجة إلى قادة صادقين ومواقف واضحة، لأن القضاء على الإرهاب يبدأ أولًا بالتوقف عن ممارسته من قبل الأنظمة نفسها.