الدردشات ومنصات التواصل بين الاتصال الاجتماعي والمخاطر الرقمية
البحث عن الدردشات والمنصات الكتابية والصوتية والفيديو شات أصبح شائعاً بشكل كبير في عصرنا الرقمي! فما
السبب الذي يدفع الناس إلى السعي وراء هذه الوسائل؟ وكيف يمكن أن تكون مفيدة، ولكن في الوقت ذاته قد
تحمل بعض الأضرار؟ دعونا نستعرض الأمر بتفصيل.
1. أسباب البحث عن الدردشات والمنصات التفاعلية
الشعور بالاتصال الاجتماعي
الكثيرون يشعرون بالحاجة للتواصل الاجتماعي، سواء لأغراض عائلية، صداقة، أو حتى لمناقشة أفكارهم
ومشاعرهم. مع توفر هذه المنصات، أصبح من السهل البقاء على اتصال مع الآخرين بغض النظر عن المسافات.
خصوصاً في الأوقات التي قد تفرض فيها الظروف الانعزال، مثل جائحة كورونا، حينما اعتمد العديد على مكالمات
الفيديو والصوت للقاء أحبائهم.
العمل والتعليم عن بُعد
مع ازدياد انتشار العمل والتعليم عن بُعد، أصبح استخدام الدردشات المكتوبة ومكالمات الفيديو ضرورة لا غنى عنها.
فهذه الوسائل تمكّن الموظفين من إجراء الاجتماعات، والتلاميذ من التواصل مع أساتذتهم، وبالتالي استمرارية
الحياة العملية والتعليمية بغض النظر عن الموقع الجغرافي.
المشاركة في المجتمعات الرقمية
تتيح هذه المنصات الانضمام إلى مجتمعات رقمية تتشارك نفس الاهتمامات، مثل المجموعات الخاصة بالكتب،
الألعاب، أو حتى الطهي! يجد الناس هنا متنفسًا يعبرون فيه عن شغفهم ويتعلمون من الآخرين. على سبيل
المثال، تطبيقات مثل Discord وReddit تجمع الناس حول هوايات ومواضيع معينة، فتزيد من فرص التفاعل
والنقاش.
تطوير المهارات الشخصية والمهنية
تتيح بعض المنصات للمستخدمين الانضمام إلى مجموعات ومجتمعات تساعدهم على تطوير أنفسهم، سواءً في
تعلم لغات جديدة، مثل Tandem وHelloTalk، أو تحسين مهاراتهم المهنية. التواصل مع آخرين يتحدثون نفس
اللغة، أو يعملون في نفس المجال، يساعد على تبادل المعرفة وبناء شبكة علاقات.
2. الفوائد المتنوعة للدردشات ومنصات التواصل
التواصل السريع والمباشر
منصة مثل WhatsApp تتيح للمستخدمين التواصل بسهولة وبشكل فوري. فهي تعتبر وسيلة عملية للتواصل،
سواء للعمل أو الحياة الشخصية، كما تسهّل من عملية تبادل المعلومات بين أفراد العائلة والأصدقاء وحتى زملاء
العمل.
كسر حواجز اللغة والثقافة
تدعم بعض التطبيقات الترجمة الفورية وتتيح التواصل بين أشخاص من خلفيات ثقافية ولغوية مختلفة. على سبيل
المثال، يتيح تطبيق Tandem للأفراد تعلم لغات جديدة عن طريق التواصل مع ناطقين أصليين بتلك اللغة، مما
يكسر الحواجز ويوسع الآفاق الثقافية.
المساعدة النفسية والدعم المعنوي
تتيح بعض التطبيقات الحصول على دعم نفسي وتقديم مشورة عبر الدردشة الصوتية أو المكتوبة، مما يساعد
الأفراد الذين يعانون من ضغوطات نفسية أو يحتاجون للحديث إلى شخص داعم. على سبيل المثال، توفر منصات
مثل BetterHelp إمكانية الوصول إلى معالجين نفسيين معتمدين، مما قد يساعد في تحسين الحالة النفسية
للمستخدم.
3. الأضرار المحتملة للدردشات ومنصات التواصل
إدمان الإنترنت والشاشات
الكثيرون يقضون ساعات طويلة في هذه المنصات، مما يؤدي إلى إدمان التكنولوجيا. فقد يصبح من الصعب على
البعض فصل أنفسهم عن هواتفهم، وقد يؤثر ذلك سلباً على صحتهم النفسية والجسدية.
نقص التفاعل البشري المباشر
بالرغم من أن هذه الوسائل تتيح التواصل، إلا أنها قد تؤدي إلى تقليل التفاعل المباشر بين الأفراد، مما قد يؤثر
على مهارات التواصل الاجتماعي. قد يشعر البعض بعد فترة من الاعتماد على التواصل الرقمي بنقص في التواصل
الإنساني الحقيقي، مثل المصافحة أو الابتسامة الحقيقية، مما يؤثر على نوعية العلاقات.
التعرض للمحتوى الضار أو التنمر الإلكتروني
في بعض الأحيان، قد يتعرض المستخدمون للتنمر الإلكتروني أو المحتوى غير اللائق. وقد تؤثر هذه التجارب
السلبية على الصحة النفسية للمستخدم، خصوصاً فئة الشباب. على سبيل المثال، تشهد منصات مثل Twitter
وInstagram أحياناً تعليقات مسيئة أو تنمّر.
المخاطر الأمنية والخصوصية
التواصل عبر الإنترنت قد يتضمن مخاطر تسريب المعلومات الشخصية أو التعرض للاختراقات. استخدام التطبيقات
دون الانتباه لإعدادات الخصوصية قد يؤدي إلى تسرب بيانات المستخدمين واستخدامها بطرق غير مشروعة. وقد
شهدت بعض المنصات، مثل Facebook، قضايا تتعلق بخصوصية المستخدمين وتسرب بياناتهم.
4. أمثلة على أشهر منصات التواصل والدردشة
- WhatsApp: يعتبر من التطبيقات الشهيرة للرسائل الفورية، يتميز بالبساطة والأمان النسبي، ويستخدمه الملايين حول العالم.
- Discord: منصة تتيح الدردشة الصوتية والكتابية ومشاركة الفيديو، تستخدم بشكل شائع في مجتمعات الألعاب والهوايات المتنوعة.
- Zoom وMicrosoft Teams: يُستخدمان بشكل أساسي في الاجتماعات والتعليم عن بُعد.
- Tandem وHelloTalk: يُستخدمان لتعلم اللغات من خلال التفاعل مع ناطقين أصليين.
- Clubhouse: تطبيق للدردشة الصوتية على شكل غرف مفتوحة، يتيح مناقشة موضوعات متنوعة دون الحاجة للكتابة.
الخلاصة
الدردشات ومنصات التواصل تلبي احتياجات كثيرة، بدءاً من التواصل السريع إلى تعزيز المهارات وبناء المجتمعات.
ومع ذلك، يجب استخدامها بحكمة ووعي لتجنب المخاطر المرتبطة بها. يظل الاعتدال والموازنة بين العالم الرقمي
والحياة الواقعية هما الحل الأمثل لتحقيق الاستفادة القصوى مع تقليل الأضرار.