كل ما يتعلق بالطفل الكتوم
من هو الطفل الكتوم:
الطفل الكتوم هو الطفل اللي يكون هادئ ومتحفظ في التعبير عن مشاعره أو أفكاره. وليس بالضرورة أن يكون خجول، لكنه يفضل أن لا يتكلم كثير أو يتجنب مشاركة تفاصيل حياته أو مشاعره مع الآخرين. غالبًا يكون هذا الطفل عنده صعوبة في التعبير عن نفسه بالكلام، سواء بسبب طبيعة شخصيته أو بسبب شعوره بعدم الراحة أو الأمان في بعض المواقف.
سمات الطفل الكتوم:
التفكير الداخلي: الطفل الكتوم عادةً يفكر أكثر مما يتكلم. تجده جالساً يفكر بعمق في أموره الخاصة من بدون أن يعبر عنها بالكلام.
يفضل الوحدة أو الهدوء: يحب الأماكن الهادئة ويفضل أن يكون لوحده أحيانًا، ويبتعد عن التجمعات أو الأجواء الصاخبة.
يعبر بطرق غير كلامية: قد يعبر عن مشاعره بالرسم، اللعب، أو حتى الكتابة، بدل ما يتكلم مباشرة.
يحتاج وقت أكبر للتكيف: لما يدخل في مواقف جديدة أو مع أشخاص جدد، يحتاج وقت أطول عشان يشعر بالراحة ويتفاعل.
يحفظ مشاعره لنفسه: بدل أن يعبر عن حزنه أو فرحته بشكل واضح، يحتفظ بهذه المشاعر داخله، ولا يشاركها بسهولة.
لكن، ليس بالضرورة إن الطفل الكتوم لديه مشكلة! هو فقط يفضل طريقة معينة للتفاعل مع العالم حوله. بعض الأطفال الكتومين يتحولون إلى مفكرين مبدعين أو مبدعين في مجالات أخرى لأنهم يراقبون ويفكرون بعمق.
المهم، إنك تفهم وتدعم طفلك بما يتناسب مع شخصيته الفريدة، وبدون الضغط عليه للتغيير.
كيف أكون صديقاً لطفلي منذ الصغر
رائع إنك تفكر بهذه الطريقة! إنك تريد أن تكون صديق لطفلك منذ الصغر يعني إنك تبني علاقة قوية وحميمية تدوم مدى الحياة. الأطفال عندما يشعرون أن أهلهم أصدقاؤهم، يتعلمون الثقة والانفتاح بدون خوف من الحكم. هيا بنا نستكشف بعض النصائح التي من الممكن أن تساعدك كي تصبح أقرب صديق لابنك:
1. كن دائمًا متواجد له:
أهم شيء في الصداقة هو التواجد. ليس فقط التواجد الجسدي، بل أيضًا العاطفي. إجعل ابنك يعرف إنك دائمًا موجود متى ما احتاجك، سواء كان عنده سؤال بسيط أو يحتاج يتكلم عن مشاعره. استغل أي لحظة تجمعكم، سواء كان وقت اللعب أو وقت الأكل، لخلق لحظات مميزة.
2. استمع له بجدية:
حين يتكلم، حاول أن تكون مستمع فعّال. لا تقاطعه، ولا تقلل من أهمية ما يقوله. مهما كان الموضوع صغير أو كبير، اجعله يشعر إن كلامه مهم بالنسبة لك. لو رأى إنك تستمع له بجدية، سيثق بك أكثر ويشعر إنك ملجأه الدائم.
3. شاركه اهتماماته:
لو كان ابنك يحب شيء معين، حتى لو لم تكن تفهم فيه الكثير، حاول أن تتعلم عنه وتشاركه هذا الاهتمام. مثلاً، لو يحب ألعاب الفيديو، اسأله عنها أو العب معاه. لو يحب كرة القدم، خذه للملعب. مشاركتك لهواه يشعِره إنك مهتم فعلاً فيه، وهذا الشيء سيقربكما.
4. تجنب النقد المستمر:
النقد الدائم سيجعل الطفل يشعر إنه تحت المراقبة طول الوقت، وهذا يخلق حاجز بينكم. بدل من أن تنتقده، حاول توجهه بلطف وتفهم مشاعره. حين يشعر انه فادر أن يكون نفسه بدون خوف من النقد، سيصبح أكثر استعداد كي يفتح لك قلبه.
5. كن مرنًا ومتفهمًا:
الأطفال يمرون بتقلبات كثيرة في مزاجهم ومشاعرهم. إذا شعر إنك متفهم هذه الأمور ومرن معها، سيثق فيك أكثر. حاول تتقبل مشاعره حتى لو لم تكن متفق معها، وادعمه في أوقات الصعوبة.
6. اجعل المحادثات عفوية:
لا تجعل المحادثات دايمًا رسمية أو استجوابية. ممكن تتكلم معه عن أشياء بسيطة مثل: “ماذا أجمل شيء صار لك اليوم؟” أو “ما رايك في هذا الفيلم؟”. المحادثات العفوية تفتح الباب لحوارات أعمق مع الوقت.
7. اصنع ذكريات خاصة:
جرب أن تعمل أنشطة مميزة تكون بينك وبين ابنك فقط. ممكن تكون نزهة أسبوعية، قراءة قصة قبل النوم، أو حتى طقوس يومية مثل تناول العشاء معًا. هذه الذكريات ستبني علاقة قوية وممتعة بينكم.
8. كن داعمًا لأحلامه:
مهما كانت أحلامه غريبة أو غير واقعية من وجهة نظرك، كن داعمًا. إذا قال إنه يريد أن يكون رائد فضاء أو لاعب كرة عالمي، شجعه وقل له إنك بتساعده يحقق طموحاته. الدعم هذا سيجعله يشعر إنك معه في كل خطوة.
9. أظهر له حبك بطرق مختلفة:
الأطفال يحتاجون أن يشعرون بالحب والتقدير بشكل مستمر. سواء كان بالكلمات، الأحضان، أو حتى ابتسامة تشعره إنك فخور فيه. لما يعرف إنك تحبه وتقدره، بيصير يثق فيك كصديق وشريك في الحياة.
10. احترم خصوصيته واستقلاليته:
مع مرور الوقت، الطفل بيبدأ يكوّن شخصيته واستقلاليته. حاول أن تحترم هذه المساحة، وبدل من أن تفرض عليه شيء، اعطه فرصة يختار بنفسه. لو شاف إنك تحترم خصوصيته، سيشعر انه قادراً للجوء اليك في أي وقت بدون خوف.
هل الطفل الخجول يعني أنه كتوم؟
لا، ليس دائماً. الطفل الخجول قد يكون اجتماعي ومتحدث جدًا في بيئة مريحة مثل البيت أو مع الأصدقاء المقربين، لكنه يظهر الخجل في المواقف الجديدة أو مع الأشخاص اللي ما يعرفهم. بينما الطفل الكتوم يفضل دائمًا الاحتفاظ بمشاعره وأفكاره لنفسه، بغض النظر عن البيئة أو الأشخاص.
كيف تكتشف الفرق؟
- راقب تصرفاته في المواقف الاجتماعية:
- إذا كان الطفل يتردد في التفاعل مع الآخرين أو يتجنب التجمعات الكبيرة لكنه يتحدث بطلاقة مع العائلة أو الأصدقاء المقربين، فهو غالبًا خجول.
- أما إذا كان يتجنب الحديث حتى معك أو مع الأشخاص اللي يعرفهم جيدًا، فقد يكون كتومًا.
- اسأله عن مشاعره:
- جرب تسأله عن يومه أو عن مشاعره. إذا كان يعاني من صعوبة في التعبير عن مشاعره حتى لو كان مرتاح معك، فهو يميل إلى أن يكون كتومًا.
- أما إذا كان يتجنب التحدث فقط في المواقف اللي تسبب له توتر أو خجل، فهو غالبًا خجول.
- تابع كيف يعبر عن نفسه بطرق غير كلامية:
- الطفل الكتوم غالبًا يستخدم طرق غير كلامية للتعبير عن نفسه، مثل الرسم، الكتابة، أو حتى من خلال اللعب.
- الطفل الخجول قد يعبر عن نفسه بشكل طبيعي عندما يكون مرتاحًا في البيئة المحيطة.
- التفاعل مع الناس:
- إذا كان الطفل يحب يكون وحيدًا أو يتجنب التحدث حتى في الأوقات العادية، فهنا ممكن نقول إنه كتوم.
- أما إذا كان يظهر تردد أو توتر فقط في مواقف معينة مثل المدرسة أو المناسبات العائلية الكبيرة، فهو غالبًا خجول.
كيف تتعامل مع كل حالة؟
- الطفل الكتوم: يحتاج تشجيع على التعبير بطرق مريحة له. لا تضغط عليه إنه يتكلم، لكن افتح له مساحات من خلال اللعب أو الأنشطة اللي يحبها. أعطه الوقت والراحة لينفتح على راحته.
- الطفل الخجول: يحتاج تعزيز الثقة بالنفس وتشجيعه على التفاعل الاجتماعي تدريجيًا. حاول تخلق له مواقف اجتماعية مريحة ومع أشخاص يعرفهم وتدريجيًا زد من مستوى التفاعل.
أهم الأسباب التي تجعل الطفل كتومًا وتبعده عن مشاركة أفكاره مع عائلته
هناك عدة أسباب قد تجعل الطفل كتومًا ويبتعد عن مشاركة أفكاره مع عائلته. الطفل في هذه الحالة قد لا يشعر بالراحة أو الأمان للتعبير عن نفسه، أو قد يكون لديه بعض التحديات العاطفية أو النفسية اللي تمنعه من الانفتاح:
1. الشعور بعدم الأمان أو الخوف من الحكم:
إذا الطفل شعر إنه سيتم الحكم عليه أو انتقاده باستمرار، حتى لو بنية حسنة، ممكن يتراجع ويصبح لا يحب يشارك. الأطفال يحتاجون للشعور بالأمان كي يفتحو قلبهم. إذا شعر إنه أي فكرة سيقولها من الممكن أن تقابل بالانتقاد، سيفضل السكوت.
2. تجارب سابقة سلبية:
ممكن الطفل مر بمواقف سابقة كانت فيها ردود فعل سلبية من الأهل لما شارك أفكاره أو مشاعره، مثل السخرية أو التجاهل. هذه المواقف تجعله يتردد في مشاركة أفكاره مرة ثانية.
3. القلق أو الخجل:
بعض الأطفال يكون عندهم طبعًا ميل للخجل أو القلق، وهذا يخليهم يفضلون عدم التحدث كثيرًا. قد يخافون من التعبير عن أنفسهم خوفًا من الإحراج أو الشعور بعدم الكفاءة.
4. المقارنة مع الآخرين:
إذا كان الطفل يتعرض للمقارنة المستمرة مع إخوته أو أقرانه، قد يشعر إنه غير كافٍ أو إن أفكاره غير مهمة. هذا يخلق حالة من الانطواء، حيث يعتقد أنه لن يكون جيدًا بما يكفي لمشاركة ما بداخله.
5. الضغوطات العائلية أو التوتر في المنزل:
إذا كان الجو العائلي فيه توتر أو مشاكل، مثل الشجار المستمر بين الوالدين أو ضغوطات كبيرة على الطفل، ممكن يحس الطفل إنه مو الوقت المناسب إنه يتكلم أو يشارك. أحيانًا التوتر في البيئة المحيطة يخلي الطفل ينسحب.
6. عدم وجود وقت كافي للاستماع:
الأهل المشغولين أو اللي ما يعطون وقت كافي للجلوس مع أطفالهم وسماعهم بهدوء، ممكن يخلقون فجوة. إذا الطفل حس إنه كل ما حاول يتكلم ما فيه أحد متفرغ يسمعه، مع الوقت يتوقف عن المحاولة ويصبح أكثر انعزالاً.
7. الرغبة في الاستقلالية:
بعض الأطفال، خاصة في مرحلة المراهقة، يبدأون في البحث عن استقلاليتهم وهويتهم الشخصية. ممكن يشعرون إنهم يريدون مساحة خاصة بعيدًا عن الأهل لمراجعة أفكارهم ومشاعرهم.
8. طبيعة الشخصية:
أحيانًا يكون الطفل كتومًا بطبيعته، وهي جزء من شخصيته. بعض الأطفال يفضلون الاحتفاظ بمشاعرهم لأنفسهم أو يشعرون براحة أكبر في التعامل مع الأمور بشكل داخلي بدلًا من التعبير عنها.
9. الاختلاف في الاهتمامات أو الفجوة العمرية:
ممكن الطفل يشعر إنه أفكاره أو اهتماماته مختلفة تمامًا عن اهتمامات العائلة. مثلاً، إذا هو مهتم بألعاب الفيديو أو أمور تقنية، بينما عائلته مو فاهمة هذه المواضيع، بيشعر إنه ما في فائدة من مشاركتهم لأنه يحس إنهم ما رح يفهمون أو يهتمون.
10. مشاكل عاطفية أو نفسية:
أحيانًا الطفل يمر بمشاكل عاطفية مثل الحزن أو القلق أو حتى التنمر في المدرسة، وهذا ممكن يخليه ينسحب من المحادثات مع العائلة. ممكن يحس إنه ما حد يفهمه أو إنه يفضل يحتفظ بمشاعره لنفسه.
كيف أكون قريب من ابني
خصص وقت يومي له!
الوقت هو المفتاح! حتى لو كنت مشغول طول اليوم، حاول أن تخصص 10-15 دقيقة كل يوم تكون فيها مع طفلك فقط. اسأله عن يومه، العب معه، أو حتى مشاهدة فيلم مع بعض. هذه اللحظات الصغيرة تصنع فرق كبير!
استمع له بصدق!
لما طفلك يتكلم، حاول تكون حاضر 100%! بدون جوال، من دون تلفزيون، بس أنت وهو. الطفل يشعر حين يسمعه أحد بجديه، وهذا يعطيه الأمان إنه يتكلم معك عن أي شيء في المستقبل.
شاركهم اهتماماتهم!
إذا طفلك يحب لعبة معينة أو عنده هواية، جرب تشاركه فيها. حتى لو ما كنت تفهم شيء في “Minecraft” أو “Fortnite”، مجرد محاولتك تشاركه في اللي يحبه سيشعره إنك تهتم.
كن داعمًا، وليس ناقدًا!
الأطفال يتعلمون من أخطائهم، فلا تكون دايمًا ناقد. بدل ما تقول: “ليش سويت كذا؟” جرب تقول: “كيف نستطيع حل هذه المشكلة؟” خلي طفلك يحس إنك سند له وليس قاضي!
اعترف بأخطائك!
إذا غلطت أمام طفلك، لا تخاف تعتذر. هذا يعلمهم إن كلنا بشر ونخطئ، وإن الاعتذار والتعلم من الخطأ هو القوة الحقيقية.
ابدأ عادات مشتركة!
افعل شيء يكون بينكم عادة يومية أو أسبوعية، مثل قراءة قصة قبل النوم، أو ممارسة رياضة معينة معًا. هذي الأشياء تصير ذكريات حلوة تبني علاقتكم على المدى الطويل.
أظهر حبك بالكلام والأفعال!
لا تخجل تقول لطفلك إنك تحبه، وكل يوم! الحب يحتاج يكون موجود في الكلمات والأفعال. احتضنه، ابتسم له، وخلي يعرف إنه مهما صار، أنت موجود بجانبه.
كن صبورًا ومتفهمًا!
الأطفال يمرون بمراحل مختلفة، وبعض الأوقات ممكن يكونون مزعجين أو صعبين. الصبر والتفهم يساعدك تكون أقرب لهم، لأنه يحسوا إنك تتفهم مشاعرهم ومواقفهم.
أهم شيء يا صديقي هو إنك تكون موجود بجانب طفلك ليس فقط جسديًا، بل عاطفيًا ومعنويًا. هل تعلم؟ الأطفال يذكرون دايمًا كيف حسوا معك أكثر من أي شيء ثاني.
في النهاية، سواء كان طفلك كتوم أو خجول، تذكر دائماً المهم إنك تكون داعم وتفهم شخصيته الفريدة وتبني عليه لتطوير قدراته الاجتماعية والعاطفية.