المليحي الحوراني نكهة التراث السوري
المليحي هو طبق شعبي أصيل من منطقة حوران السورية، ويعد من الأكلات التي تعكس تراثًا طويلًا وحبًا
للطبيعة البسيطة والمكونات الطبيعية المتاحة. تعتمد هذه الأكلة على اللحم أو الدجاج والبرغل واللبن الجامد
“الجميد” والسمن العربي، ما يجعلها طبقًا غنيًا بالنكهات والقيم الغذائية. يُقدّم المليحي عادةً في المناسبات
الخاصة والولائم الكبيرة، ويُعتبر رمزًا للضيافة والكرم في المجتمع الحوراني.
أصل الطبخة وسبب التسمية
أصل “المليحي” يعود إلى منطقة حوران في سوريا، حيث يعتبر جزءًا من الموروث الثقافي والمطبخي للمنطقة.
اشتُق اسم الطبق من كلمة “ملح”، حيث أن استخدام الجميد واللبن يضفي نكهة مميزة مالحة إلى حد ما على
الطبق، وهو ما يميز مذاق المليحي.
مكونات المليحي تكفي لأربعة أشخاص
لحم ضأن: 1.5 كيلوغرام (أو دجاج حسب الرغبة)
جميد أو لبن جامد: 500 غرام
برغل خشن: 2 كوب
سمن عربي: 4 ملاعق كبيرة
بصل: 1 حبة كبيرة، مفرومة
ملح: حسب الرغبة
فلفل أسود: نصف ملعقة صغيرة
ماء: 4 أكواب
طريقة التحضير
نقع الجميد:
يُنقع الجميد في ماء دافئ لمدة 12 ساعة على الأقل حتى يصبح طريًا وسهل التحضير.
سلق اللحم أو الدجاج:
في قدر عميق، يوضع اللحم أو الدجاج مع الماء والبصل ويُغلى حتى يُزال الزفر. ثم يُضاف الملح والفلفل الأسود،
ويُترك على نار هادئة حتى ينضج اللحم تمامًا.
تحضير اللبن:
بعد تطرية الجميد، يُمزج في الخلاط مع قليل من ماء النقع حتى يصبح قوامه ناعمًا. يُضاف اللبن الجميد إلى
اللحم أو الدجاج المسلوق ويُترك على نار هادئة لمدة 15 دقيقة حتى يتجانس مع اللحم.
تحضير البرغل:
يُغسل البرغل جيدًا، ثم يُطهى في قدر مع السمن العربي على نار متوسطة. يُضاف له القليل من الماء ويُترك
حتى ينضج البرغل بالكامل ويصبح طريًا.
تجميع الطبق:
يوضع البرغل المطهو في طبق تقديم كبير، ثم يوضع فوقه اللحم المغطى باللبن الجميد. يُسكب اللبن المتبقي
فوق البرغل ويُزين بالسمن العربي.
التزيين
لإضافة لمسة بصرية رائعة، يمكن تزيين المليحي ببعض أوراق النعناع الطازج أو قطع البصل المقلي. يُمكن
أيضًا تقديمه مع خبز التنور الحوراني التقليدي أو الخبز العربي الطازج.
مذاق المليحي
المليحي يتميز بمذاقه الغني والمميز، حيث يجمع بين حموضة الجميد وطراوة اللحم الممزوج بالبرغل الناعم. السمن العربي يضفي للطبق نكهة إضافية غنية ودسمة، مما يجعل من كل لقمة تجربة لا تُنسى.
ختاماً
المليحي ليس مجرد طبق، بل هو جزء من الهوية الثقافية لمنطقة حوران. يمزج بين البساطة والتعقيد في
النكهات، مما يجعله محبوبًا لدى جميع من يتذوقه. هذه الأكلة التراثية تُعتبر رمزًا للكرم والضيافة في المجتمع
الحوراني، وتستمر في نقل نكهات الماضي إلى أجيال المستقبل.