بنات حلب والزواج طقوس وأسرار لا يعرفها الكثيرون عن عادات الزواج الحلبي
مدينة حلب السورية تتميز بعادات زواج فريدة، يحرص الكثير من أهلها على الحفاظ عليها لأنها تمثل جزءًا
من تاريخهم وثقافتهم.
أغرب وأجمل عادات زفاف مدينة حلب
“التعليلة” أو السهرة قبل الزواج
تُعد “التعليلة” من العادات الشهيرة، وهي عبارة عن سهرة كبيرة تُقام قبل الزفاف بيومين أو ثلاثة، حيث
يجتمع الرجال من عائلة العريس وأصدقائه للاحتفال والغناء وتقديم النصائح للعريس. تُرافق السهرة الأهازيج
الحلبية التقليدية والرقصات الشعبية، ويُعتبرها البعض بمثابة وداع لحياة العزوبية.
“ليلة الحنة” المميزة في حلب
تُقام ليلة الحنة للعروس قبل يوم من الزفاف، وتُحضّر فيها العروس من قِبل سيدات عائلتها، حيث يتم تزيين
يديها وقدميها بالحناء. تمتاز حلب بأن نقوش الحناء تكون دقيقة وجميلة، وترافق هذه السهرة أغاني شعبية
خاصة، وتُزين فيها العروس وتُحاط بالأقارب والأصدقاء، ويتم الرقص والدبكة الحلبية المشهورة.
“الكساوي” والهدايا للعروس
من التقاليد الأساسية في الزواج الحلبي هو تقديم “الكساوي” للعروس، والتي تتضمن ملابس فاخرة،
وأقمشة فاخرة، وأحيانًا مجوهرات وحلي مميزة. تُعرض الكساوي في منزل العروس قبل الزفاف، مما يعطي
فرصة لأهل العروس والجيران لرؤية الهدايا التي تم تجهيزها، كنوع من التقدير والمحبة.
زفة العريس التقليدية
يُنظّم الأهل زفة شعبية مميزة للعريس، حيث يجوب أصدقاؤه وأقاربه شوارع الحي، يرافقهم الطبل والمزمار
وأحيانًا يقومون بإطلاق “التشويرات” وهي أهازيج خاصة تهنئةً وفرحًا بالعريس. تتميز الزفة في حلب بتجمع
الأهل والأصدقاء حول العريس، حيث ينتقلون إلى بيت العروس في جو يعمّه الفرح والأهازيج التراثية.
عادات “التعتير” قبل دخول بيت العروس
من العادات الطريفة التي قد لا يعرفها الكثيرون عن الزواج في حلب، هي عادة “التعتير” حيث يتم إيقاف
العريس عند باب العروس ويطلب منه أن يقوم بفداء رمزي لأحد الأطفال من أقارب العروس، كنوع من الفأل
الطيب، ويعبرون بذلك عن حسن الحظ والبركة للعروسين.
“البرازق” والحلويات الحلبية للضيوف
بعد انتهاء مراسم الزواج، يتم تقديم الحلويات التقليدية، وأشهرها “البرازق” الحلبية المصنوعة من السمسم
والفستق الحلبي، و”المعمول” بالعجوة. تُعتبر هذه الحلويات تعبيرًا عن الكرم والضيافة وتُوزع على الضيوف
بعد العرس.
المباركات على الطريقة الحلبية
في اليوم التالي للزفاف، تجتمع عائلة العروسين لتبادل المباركات والتهاني، ويقوم الأهل والأقارب بزيارة بيت
الزوجية لتقديم التهاني. يتم تقديم القهوة المرة كعادة عربية، إلى جانب أصناف من الحلويات التقليدية، وتُعتبر
هذه الزيارات خطوة تعبر عن تلاحم العائلتين وتقوية الروابط بينهما.
“صباحية العروس”
في اليوم الأول بعد الزفاف، تقوم عائلة العروسين بتقديم “صباحية العروس”، وهي مناسبة تجمع الأقارب
للاحتفال وتقديم الهدايا النقدية والعينية للعروس، كتعبير عن الأمنيات بحياة سعيدة.
خاتمة
تعكس عادات الزواج في حلب أصالة المدينة وأهمية الروابط العائلية فيها، ويحرص أهل حلب على إحياء هذه
الطقوس التقليدية، مما يضيف طابعًا مميزًا على الزواج الحلبي.