سقبا السورية رحلة في تاريخ ومعالم المدينة الساحرة التي لا يعرفها الكثيرون
سقبا السورية، مدينة تمتاز بجذورها العريقة وإرثها الثقافي الثري، تقع في ريف دمشق وتعتبر إحدى مدن
الغوطة الشرقية. هذه المدينة، رغم صغر حجمها، تحمل قصصاً من الزمن القديم وتجسد روح الكرم والمحبة
التي يتميز بها سكانها، وتزخر بعدد من المعالم الثقافية والدينية التي تضفي عليها طابعاً فريداً.
تاريخ سقبا
تعود جذور سقبا إلى الحضارات القديمة، حيث كانت منطقة زراعية غنية بالأراضي الخصبة والبساتين الواسعة.
وكانت تمثل محطة هامة للتجارة، إذ تمر بها قوافل التجارة التي كانت تربط بين مدن سوريا المختلفة. ومن خلال
تاريخها، تأثرت سقبا بالعديد من الثقافات والحضارات، مما أضفى على تاريخها طابعاً متنوعاً وغنياً.
سبب التسمية ومعناها
يُعتقد أن اسم سقبا يعود إلى جذور عربية قديمة، حيث يرتبط بفعل “سَقَبَ” الذي يعني “الشرب أو الارتواء”.
وهذا يتماشى مع طبيعة المدينة الزراعية الغنية بالمياه والبساتين، حيث كانت سقبا ولا تزال معروفة بوفرة
مواردها المائية، خصوصاً في منطقة الغوطة الشرقية ذات التربة الخصبة والأراضي الزراعية الواسعة.
يشير الاسم إلى كون سقبا مكاناً يروي العطش ويُنعش الحياة، سواء من خلال مياهها أو من خلال بساتينها
المثمرة التي كانت تشكّل مصدراً هاماً للأغذية والخيرات لسكان المنطقة على مر العصور.
أبرز المعالم في سقبا
رغم التغيرات التي طرأت على المدينة، لا تزال سقبا تحتفظ ببعض معالمها التقليدية التي يعشقها السكان
المحليون والزوار على حد سواء:
بساتين سقبا
تعتبر بساتينها الخضراء وأشجارها المثمرة من أبرز سماتها، حيث يمتد الكروم والبساتين في أنحاء المدينة،
ويعمل الكثير من سكانها في الزراعة التقليدية.
سوق سقبا الشعبي
يُعد السوق الشعبي في سقبا مكاناً مثالياً لاكتشاف ثقافة أهل المدينة وتذوق طعم المنتجات المحلية
الطازجة.
الجوامع القديمة
تحتضن سقبا العديد من المساجد التي تعكس الطراز المعماري التقليدي، وتعتبر ملتقى للعبادة والتواصل
الاجتماعي بين سكان المدينة.
أجمل ما قيل عن سقبا
تعتبر سقبا رمزاً للجمال والبساطة، حيث قيل عنها: “سقبا، المدينة التي تفتح أبوابها للكرماء، والتي تجسد
أصالة السوريين وطيبتهم”. كما يُقال عنها إنها القلب النابض في غوطة دمشق، إذ تظل شاهدة على حقبات
تاريخية وتراث فني وثقافي يتوارثه جيل بعد جيل. سقبا ليست مجرد مدينة، بل هي قطعة من الذاكرة السورية،
تختزل تراثًا عريقًا وجمالًا طبيعيًا يتجلى في كل زاوية.