لماذا توقفت ناسا عن استكشاف المحيطات أسرار وتحولات
ناسا (NASA)، أو الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء، هي وكالة حكومية أمريكية تأسست عام 1958. تعتبر
من أبرز الوكالات العالمية المتخصصة في استكشاف الفضاء الخارجي والأبحاث الفضائية وتطوير تقنيات الطيران.
تقوم ناسا بتنفيذ مهمات علمية متعددة لاستكشاف النظام الشمسي والكواكب الأخرى، مثل المريخ والمشتري،
بالإضافة إلى إرسال البشر إلى القمر من خلال برنامج “أبولو” الشهير.
ناسا (NASA)
في العقود الماضية، بدأت ناسا كمؤسسة متخصصة في استكشاف الفضاء الخارجي، لكن مع ذلك، كانت هناك
مرحلة قصيرة ركزت فيها بعض جهودها على استكشاف المحيطات. تساءل الكثيرون عن سبب توقف ناسا عن
البحث في المحيطات وتحويل كامل تركيزها إلى الفضاء. لفهم هذا التوجه، يجب أن نتعرف على أهداف ناسا
وكيفية تحديد أولوياتها في استكشاف العالم المحيط بنا، سواء كان ذلك على كوكب الأرض أو في الفضاء الخارجي.
لماذا استكشفت ناسا المحيطات؟
في فترة الستينيات والسبعينيات، عملت ناسا على دراسة المحيطات إلى جانب مهماتها الفضائية، حيث كانت
تسعى إلى فهم كيفية تأثير المحيطات على مناخ الأرض والتغيرات البيئية. كان الهدف من هذا البحث هو تطوير
نماذج أفضل للتنبؤ بالتغيرات المناخية العالمية، والاستفادة من المعلومات التي تم جمعها لفهم كوكب الأرض
بشكل أعمق، مما يعكس التزام ناسا بالحفاظ على البيئة واستدامتها.
كما أن دراسة المحيطات وفرت لناسا بيئة مشابهة لبعض الظروف التي يمكن أن تواجهها في الفضاء، مثل البحث
عن حياة ميكروبية في ظروف قاسية، ودراسة البيئات المغلقة. وقد قدمت هذه الدراسات معلومات هامة حول
كيفية التكيف مع البيئات المعزولة واستخدام هذه المعرفة في استكشاف الكواكب الأخرى.
سبب توقف ناسا عن استكشاف المحيطات
تغيير الأولويات المؤسسية:
مع تقدم الأبحاث والتكنولوجيا، ركزت ناسا جهودها بشكل أكبر على الفضاء الخارجي، وخاصة استكشاف
الكواكب والنظام الشمسي. هذا التوجه تزامن مع التحديات الكبيرة التي واجهتها، مثل سباق الفضاء مع
الاتحاد السوفييتي والهبوط على القمر، مما جعل الفضاء هدفاً استراتيجياً على الصعيدين السياسي والعلمي.
تخصص وكالات أخرى في البحث البحري:
بمرور الوقت، تولت وكالات أخرى مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) مهمة دراسة المحيطات.
أصبح NOAA الجهة الرائدة في دراسة المحيطات وتغيراتها المناخية، بينما تركزت جهود ناسا على دراسة الظواهر
الجوية والكواكب والفضاء العميق. هذا التخصص سمح لكل جهة بالتركيز على اختصاصاتها بشكل أفضل.
تقدم التكنولوجيا الفضائية:
ناسا وجدت فرصًا أكبر في التكنولوجيا التي طورتها لاستكشاف الفضاء الخارجي،
مثل التلسكوبات الفضائية والمركبات الروبوتية، التي فتحت الباب أمام اكتشافات غير مسبوقة في الفضاء البعيد،
مثل البحث عن الماء على المريخ واكتشاف كواكب خارج نظامنا الشمسي.
التكلفة العالية لاستكشاف المحيطات:
بالرغم من أهمية المحيطات لكوكبنا، إلا أن استكشاف أعماقها يتطلب تقنيات متقدمة ومكلفة مثل الغواصات
والروبوتات القادرة على العمل تحت ضغوط عالية ودرجات حرارة منخفضة. في المقابل، وجدت ناسا أن الاستثمارات
في الفضاء قد تحقق نتائج أكبر على المدى الطويل، خاصة مع الاهتمام الكبير بمعرفة إمكانية العيش في الفضاء
أو العثور على حياة خارج الأرض.
هل يعني هذا أن ناسا توقفت كليًا عن الاهتمام بالمحيطات؟
على الرغم من أن ناسا لم تعد تركز جهودها الرئيسية على استكشاف المحيطات، إلا أنها ما زالت تعمل على
مشاريع مرتبطة بدراسة الأرض، بما في ذلك المحيطات. ناسا تستخدم الأقمار الصناعية لمراقبة المحيطات
ودراسة تياراتها، ومستويات البحار، وظاهرة التغير المناخي وتأثيرها على المحيطات. هذه الدراسات تساهم
بشكل كبير في فهمنا للتغيرات البيئية التي تؤثر على كوكب الأرض.
خلاصة
توقف ناسا عن البحث المباشر في المحيطات كان جزءًا من تغيير استراتيجي لتحديد أولويات الاستكشاف العلمي
والتركيز على الفضاء الخارجي، تاركة البحث في المحيطات لوكالات أخرى مثل NOAA. ومع ذلك، فإن دور ناسا في
مراقبة الأرض ما زال يلعب دورًا مهمًا في فهم التغيرات التي تحدث في محيطاتنا وغلافنا الجوي. يظل استكشاف
الفضاء هدفًا أساسيًا لناسا، ولكنها لم تتخل تمامًا عن دراسة الأرض ومحيطاتها من منظور عالمي.