وكأن هذا الكون مُعلّقٌ بِطَرف شَعرة
من رأسِ طِفلة تُحاول العُبور إلى شَط آمن
كي تَجلس هُناك وتَستريح وتُشعِرنا أيضاً بالأمان
كلّما اصطَدَمت بشيء نَشعر بِهزّة تُربكنا، وتَجعلنا نَنظُر ألى السّماء
وكلّما دَخلت مكاناً موبوء إجتاحنا الوَباء والتّعَبْ
********
هذه الطِفلة هي أحلامُنا وانكِساراتُنا وخَيباتُنا،
وهِي الفَرح والحُزن في مَسيرتنا إلى اللّانِهاية
هِي القَلم السّحري الذي نَرسُم بِه طريقنا إلى المَجهول،
ونترُك تَحذيراً هُنا ونَرسُم زُهوراً هُناك للسِّائرين خَلفَنا.
مِن هُنا مَررنا بِسلام .. لَكم الطَّريق
وتَركنا لَكم هذه القوارب المَصنوع مِن أخشاب الجَّنة!
وهُنا سَقطتا بالمَجهول!
وتَركنا لَكم الرّسالة التي نَخشى تَحريفُها
على يَد بَقايا صُنّاع المَوت في هذا الكَوكَب
الذي يَبحث عَن النُّور كي يُضيء مِن جَديد.
********
حتَّى أحلامنا باتَت اليوم كطائِرة ورَقية
تلهو بِها الطّفلة، وتُطلقُها في الهَواء
ونَحن ننظر إلى الأرض مِن الأعلى
نَخشى السّقوط ونَخشى قُدوم عاصِفة جَديدة.