عقوبة الموت وتسمى أيضا الإعدام
قصاص (إجراء قضائي)تنفذه دولة للمجرمين كعقوبة لهم على شيء يعتبر جريمة ارتكبوها
من أجل العقاب والردع والمنع العام. على مر التاريخ سمعنا كثير عن “عقوبة الموت “،أو ما هو متعارف
عليه عند الكثيرين بالإعدام، ولكن من سبب وجود هذا النوع من العقوبات القاسية، وما هي الوسائل
المعتمدة لها، وهل تستخدمها جميع دول العالم للقصاص، أو عقاب المجرمين. ماذا تعرف عن “عقوبة الموت”.
ماذا تعرف عن عقوبة الموت “الإعدام”
العقوبة في اللغة هي: أن تحاسب المرء بما فعله.
أما الإعدام في اللغة هو: إحالة وإبطال وجود شخص طريق وسائل مختلفة باختلاف القوانين والأعراف.
طبق تنفيذ “عقوبة الموت” على الخصوم السياسيين والمجرمين بجميع المجتمعات تقريباً بهدف
قمع المعارضة السياسية والعقاب على الجريمة. غالبا سببها القتل أو الخيانة أو التجسس أو كجزء من
العدالة العسكرية، وأيضا بعض البلدان تعتبر الجرائم الجنسية ضمن الجرائم التي تستحق “عقوبة الموت”
كالاغتصاب واللواط والزنا وفي بلدان أخرى تعتبر أيضا التجارة بالمخدرات جناية عقوبتها “الإعدام“. وفي الصين
ينقذ حكم “عقوبة الموت” على جرائم الفساد والاتجار بالبشر. وأخيرا في جميع جيوش العالم من خلال
المحاكم العسكرية يتم تنفيذ “عقوبة الموت” ضد جرائم مثل الهروب من الخدمة العسكرية، أو ساحة
المعركة والعصيان والتمرد. كما يوجد أمثله أخرى كثيرة لا يمكن كتابتها في مقال واحد، تختلف باختلاف الدول
والحكام والأديان والثقافات والديانات وغيرها.
أمثلة عن جرائم تم تنفيذ “عقوبة الموت” لمرتكبيها
كانت تنفذ “عقوبة الموت” بأشكال وطرق مختلفة بحسب البلد والجرم والثقافات وغيرها، على سبيل المثال، أحد الطرق التي تم بها تنفيذ “عقوبة الموت” بطريقة لا إنسانية قديما في عام 1921، كان يتم سجن اللصوص في أقفاص معلقة، وتركهم حتى الموت.
وهناك طرق عديدة أخرى تم استخدامها “لإعدام” شخص على جريمة قديماً ومنها :
المقصلة، و الخازوق، والحرق، والسحق، والغلي، وقطع الرأس، والسلخ، والصلب، والغاز السام.
وهناك طرق عديدة أخرى تم استخدامها “لإعدام” شخص على جريمة حديثاً ومنها :
الرمي بالرصاص، والشنق، و الكرسي الكهربائي، والحقنة المميتة، والنفي.
قصة إعدام مؤثرة لصاحب فكر “إن الحياة وقفة عز تحيا ويحيا” للراحل “أنطون سعادة”
الراحل أنطوان سعادة قد نفذت فيه “عقوبة الموت” لأنه فيلسوف، وكاتب، ومفكر، ومؤسس،
وسياسي، ومحرر، وصحافي، هو جميع ذلك وأكثر، يتحدث العربية، والفرنسية، والبرتغالية، والألمانية،
والروسية، والإسبانية، والإسبانية الرايوبلاتنسية، ولهجات شامية. سأكتب عن إعدامه الذي تم في أقل
من 24 ساعة وفي سرية تامه. بعد اعتقاله خوفا من أفكاره في السجن، أتى الكاهن(رجل الدين) والطبيب
(وكان هذا أول إعدام يشهده الكاهن والطبيب)، فأيضا ضمن القانون عند تنفيذ حكم “الإعدام” يجب
تواجد طبيب ورجل دين لتنفيذ الحكم. وقيل لهم: أن المحكوم “أنطوان سعادة” هو مجرم، وخائن،
وكافر، وملحد، يبشر بالكفر والإلحاد، وأنه لن يأبه لوجودك (الكاف: كناية للكاهن أو رجل الدين) فدخل رجل
الدين والطبيب وكان “أنطوان سعادة” نائما فأيقظوه، وبادرهم السلام بقوله: “أهلا وسهلا يا محترمين”،
فأبلغناه أنه لم يصدر عنه عفو، وأن “عقوبة الموت” ستنفذ به حالاً، فشكرهما واستأذن ليلبس معطفه،
فأذنوا له فشكرهم من جديد ولبسه. ومن بعدها خلى به رجل الدين ليسأله، إن كان يود أن
يقوم بواجباته الدينية، فأجابه لم لا فطلب منه رجل الدين أن يعترف فأجاب: “ليس لي من خطيئة، أرجو العفو
من أجلها، أنا لم أسرق، لم أدجل، لم أشهد بالزور، لم أقتل، لم أخدع، ولم أسبب تعاسة لأحد”
وبعد ذلك فرغت المراسيم الدينية الواجب عملها قبل تنفيذ الحكم، فكبلوا يديه، وتم أخده لمكتب السجن،
هناك طلب أن يرى زوجته وأولاده، فقيل له أن ذلك غير ممكن، وقدموا له الإفطار، فاعتذر شاكراً،
ولكنه أخذ فنجان القهوة. وبعد أن شرب القهوة، عاد يصر على لقاء زوجته وأولاده، وسمع نفس الجواب السابق،
وسئل عن ما وجد معه من المال، لمن سيتركه، فأجاب لزوجته. وطلب مقابلة الصحافيين،
فأخبره أن ذلك مستحيل، فسألهم روقة وقلماً، فرفضوا، فقال: “إن لي كلمة أريد أن ادونها للتاريخ”.
فصرخ به أحد الضباط منذراً: “حذار أن تتهجم على أحد، لئلا نمس كرامتك” فابتسم أنطوان سعادة
وقال:”انت لا تستطيع أن تمس كرامتي، ما اعطي لأحد أن يهين سواه، قد يهين المرء نفس”،
واردف يكرر “لي كلمة أريد أن أدونها للتاريخ، وأن يسجلها التاريخ”. فسكت الجميع في صمت
يلمس سكونه ويسمع دويه.
ويذكر أن رجل الدين قد سمعه يقول التالي: “أنا لا يهمني كيف سأموت، بل من أجل ماذا أموت.
لا أعد السنين التي عشتها، بل الأعمال التي نفذتها. هذه الليلة سيعدمونني، أما أبناء عقيدتي فسينتصرون
وسيجيئ انتصارهم انتقاماً لموتي، كلنا نموت، ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة.
يا خجل هذه الليلة من التاريخ من أحفادنا، من مغتريبينا، ومن الأجانب، يبدو أن الاستقلال الذي سقيناه
بدمائنا يوم غرسناه، يستسقي عروقنا من جديد”.
اخر اقوال أنطوان سعادة
“أنا لا يهمني كيف أموت، بل من أجل ماذا أموت. لا أعد السنين التي عشتها، بل الأعمال
التي نفذتها. هذه الليلة سيعدمونني، أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيئ انتصاره
انتقاماً لموتي، كلنا نموت، ولكن قليلين منا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة.
يا خجل هذه الليلة من التاريخ، من أحفادنا، من مغتربينا، ومن الأجانب، يبدو أن الاستقلال
الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه، يستسقي عروقنا من جديد”.
فاقتربوا منه ليعصبوا عينيه كما هو واجب في تنفيذ “عقوبة الموت “،فسألهم أن يبقوه طليق النظر،فقيل له:
انه القانون. فأجاب: “أنا أحترم القانون”.
وأركعوه وشدوا وثاقه الى العمود، وكأن الحصى المته تحت ركبته فسألهم أن كان من الممكن إزالة الحصى،
فأزالوها، فقال لهم: “شكرا” ورددها مرتين وقطع ثالثتها الرصاص.
وبعدما دفن قال رجل الدين هذه العبارات العميقة جداً:
“إن تراب الدنيا لم يطمر تلك الحفرة”
“إن رنين الرفوش في ذلك الفجر سيبقى النفير الداوي ليقظة هذه الأمة”
“إن منارة الحياة قد ارتفعت على فوهة العدم”
قصة إعدام أنطون سعادة
أحد أبرز الشخصيات التي تعرضت للإعدام هو الفيلسوف والسياسي أنطون سعادة. أعدم خلال أقل من 24 ساعة بعد اعتقاله بسبب أفكاره المناهضة للنظام، وهو الذي قال قبل إعدامه: “أنا لا يهمني كيف أموت، بل من أجل ماذا أموت”.
سعادة رفض الاعتراف بأي ذنب قبل إعدامه، وأصر على ترك كلماته للتاريخ. بعد تنفيذ الحكم، وُصفت جنازته بأنها تحمل رمزية عظيمة تعبر عن استمرارية عقيدته في المستقبل.