قصيدة الديك (نزار قباني)
قصيدة نزار قباني الممنوع تداولها فى العالم العربي
نزار قباني قصيدة: الديك
“الديك” في حارتنا ديك سادي سفاح ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح ينقرهن يطاردهن يضاجعهن و يهجرهن
ولا يتذكر اسماء الصيصان في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار يطلق لحيته الحمراء
و يقمعنا ليل ونهار..يخطب فينا..ينشد فينا يزني فينا
في حارتنا ثمة ديك عدواني
فاشستي نازي الافكار سرق السلطة بالدبابة القي القبض على الحرية و الاحرار الغي وطنا الغي شعبا
الغي لغة الغي احداث التاريخ والغي ميلاد الاطفال و الغي اسماء الازهار
في حارتنا ديك يلبس في العيد القومي
لباس الجنرالات يأكل جنسا يشرب جنسا يسكر جنسا يركب سفنا من أجسادا يهزم جيشا من حلمات
في حارتنا ديك عربي فتح الكون بالاف الزوجات في حارتنا ثمة ديك أمي يرأس احدي الميليشيات
لم يتعلم الا الغزو.. والا الفتك والا زرع حشيش الكيف .. و تزوير العملات كان يبيع ثياب ابيه
و يرهن خاتمه الزوجي و يسرق حتي اسنان الاموات في حارتنا ديك كل مواهبه
ان يطلق نار مسدسه الحربي علي رأس الكلمات
في حارتنا ديك عصبي مجنون
يخطب يوما كالحجاج و يمش زهوا كالمأمون يصرخ من مأذنة الجامع فانا الدولة و القانون كيف سيأتي الغيث إلينا
كيف سينمو القمح وكيف يفيض علينا الخير وتغمرنا البركة هذا وطن تحكمه الديكة
في بلدتنا يذهب ديك .. يأتي ديك
و الطغيان هو الطغيان يسقط حكم لينيني..يهجم حكم أمريكي و المسحوق هو الانسان حين يمر الديك
بسوق القرية مزهوا منفوش الريش وعلى كتفيه تضيئ نياشين التحرير يصرخ كل دجاج القرية في اعجاب
يا سيدنا الديك يامولانا الديك يا جنرال الجنس .. وفحل الميدان أنت حبيب ملايين النسوان هل تحتاج الى جارية
هل تحتاج الى خادمة هل تحتاج الى تدليك حين الحاكم سمع القصة اصدر امرا للسياف بذبح الديك
قال بصوت غاضب كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة ان ينتزع السلطة مني كيف تجرأ هذا الديك